تداولت بعض الجرائد الصحفية والمنابر الإعلامية مجموعة من الإشاعات حول وقائع واهية لتهريب أعداد خيالية من اللقى المستخرجة من موقع أغمات الأثري. ولوزارة الثقافة المغربية رأي آخر بخصوص ماجاء في هذه المنابر الإعلامية هو كالتالي:
1. تنفي الوزارة نفيا قاطعا كل ما راج من إشاعات حول تهريب آلاف التحف المستخرجة من موقع أغمات، مؤكدة أن ما تتداوله العديد من الجرائد والصحف عار من الصحة وتوضح أن مجموعة تحف موقع أغمات مكونة أساسا من شقوف خزفية بنسبة 95% وبقايا عظام وحجارة وقطع آجور وبعض القطع المعدنية العادية والتي كانت مودعة مؤقتا ببناية مستأجرة من طرف البعثة العلمية المكونة من أطر الوزارة وممثلي مؤسسة أغمات بغرض الدراسة المخبرية، وذلك في انتظار إيداعها بمخازن مؤمنة وخاضعة لشروط ومواصفات تخزين التحف.
2. تؤكد الوزارة بأن مجموعة التحف المذكورة قد تم نقلها إلى مخازن مؤمنة بمراكش، تحت إشراف المصالح الجهوية للوزارة وبتنسيق مع مؤسسة أغمات، وتنفي بالمطلق الإشاعات العارية من الصحة التي يدعي مروّجوها بأن التحف موجودة بمقر إقامة السفير الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية.
3. تستغرب الوزارة نشر خبر مفاده أن السيد وزير الثقافة راسل مؤسسة أمريكية مكلفة بالحفريات من أجل استرجاع التحف، وتجدد تأكيدها بأن مؤسسة أغمات المغربية هي المؤسسة الشريكة الأساسية للوزارة المعنية بإنجاز المشاريع المرتبطة بالموقع المذكور وكذا المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. إلى جانب الاستعانة ببعض الشركاء الآخرين المعنيين بإجراء بعض التدخلات والإجراءات ذات الطابع التقني، ونخص بالذكر جامعتي " فاندربيلت " و"تينيسي" الأمريكيتين، وذلك في إطار تفعيل مقتضيات اتفاقية الشراكة التي وُقعت بهذا الصدد سنة 2006. وهذا ما جعل الأمر يختلط على ناقلي هذه الأخبار الزائفة.
وفي هذا الإطار، فإن الوزارة تؤكد بأن كل اللقى المستخرجة من موقع أغمات محفوظة في المخازن ولم يتم تهريب أية قطعة منها خارج تراب المملكة. كما أنه لم تتم المشاركة بأي قطعة من هذه القطع في أي معرض دولي، بما في ذلك معرض "المغرب الوسيط" بمتحف "اللوفر" بفرنسا.
4. أوفدت الوزارة، خلال شهر يونيو، بعثة تتكون من باحثين أثريين ومؤرخين مختصين من داخل الوزارة وخارجها، إلى عين المكان، بهدف وضع تصور شامل لمشروع المحافظة على الموقع وتثمينه ورد الاعتبار إليه، نافية كل ما ذكره بعض الصحفيين من إيفاد لجنة لفتح تحقيق في ما ادعوه من تهريب للتحف.
5. إن استهداف موقع أغمات بهذه السلسلة من المقالات يسعى في نهاية المطاف إلى التشويش على المشروع الكبير والواعد الذي انطلقت فيه الوزارة وأخذته بجدية من أجل رد الاعتبار لهذه المدينة التاريخية. كما يستهدف نزع المشروعية عن باحثين بذلوا مجهودات مضنية في سبيل الكشف عن خبايا هذا الموقع، في ظروف كثيرا ما كانت مجحفة ولا تتوفر على الحد الأدنى من الإمكانيات المادية لمواصلة البحث.
وإذ تقدم الوزارة هذه التوضيحات للرأي العام الوطني، فإنها تؤكد بأن مصالحها تواصل مجهوداتها البشرية والمادية والعلمية من أجل حماية وصيانة التراث الثقافي الوطني بكافة مكوناته، منوهة بتنامي الاهتمام الإعلامي بالمشاريع التراثية والأثرية والثقافية، داعية في نفس الوقت السادة الصحفيين إلى الحرص على التواصل مع الجهات المسؤولة بالوزارة للوقوف عند المعطيات الصحيحة بدل المساهمة في ترويج الشائعات المغرضة، والتي تدفعنا إلى طرح التساؤلات حول الجهات التي تقف وراء هذه السلوكات، مع احتفاظنا بالحق في سلك السبل القانونية الكفيلة برد الاعتبار لوزارة الثقافة ومختلف مصالحها.